أهم الأخبار

إعلان أعلى المشاركات

الثلاثاء، 9 يناير 2018

طهران : تقييم أعمال الشغب واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرر المشهد



شهدت مدن سنندج وخرم اباد وتاكستان وقزوين وجرجان وكنبد كاووس وشهركرد، أمس، مسيرات ضخمة، عبّر المشاركون فيها عن رفضهم لما شهدته بعض المناطق الإيرانية من أعمال شغب وتخريب، مجددين دعمهم للقيادة الإيرانية وتمسّكهم بمبادئ الثورة الإسلامية، ورفعوا لافتات تؤكد رفضهم للتدخلات الأجنبية الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية سلمان ساماني، أمس، أنه سيتمّ إطلاق سراح كل شخص معتقل شارك في الاضطرابات الأخيرة، ولم يستهدف الأمن العام في البلاد، وأشار إلى أن نسبة عدد الأشخاص الذين حصلوا على تعليم جامعي وشاركوا في الاضطرابات كان منخفضاً جداً، وأن معظم هؤلاء كانوا تحت درجة الدبلوم.

وشهدت طهران وعشرات المدن والبلدات الإيرانية خلال الأيام الماضية مسيرات حاشدة رفضاً لأعمال التخريب من قبل مثيري الشغب والفوضى في البلاد وللتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية ودعماً للقيادة الإيرانية.

من جهته أكد وزير الأمن الإيراني محمود علوي ضرورة تقييم أعمال الشغب الأخيرة بشكل مدروس وواقعي بعيداً عن التجاذبات السياسية، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرارها، وأوضح، خلال حضوره اجتماع المجلس الإداري بمحافظة قم، أن استراتيجية أعداء إيران الداعمين لأعمال الشغب كانت تهدف إلى إثارة استياء الشعب وتوسيع نطاق الاستياء ليشمل مختلف الجماعات والشرائح الاجتماعية بهدف تسييس الاحتجاجات، إلا أن المؤامرة أحبطت بفضل اليقظة الأمنية، وشدد على ضرورة اليقظة في مرحلة ما بعد هذه الأحداث.

إلى ذلك، قال المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت أبادي: إن “أميركا بالتعاون مع منظمة مجاهدي خلق بدؤوا منذ سنوات بالتركيز على المجال الاجتماعي الاقتصادي بالاتكاء على إطلاق حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمثال “لا للغلاء ولا لتسديد الفواتير”، مشيراً إلى أن “التركيز على المجال الاجتماعي الاقتصادي جاء بعد فشل فتنة عام 2009 السياسية”، ولفت إلى أن “الاحتجاجات كانت هذه المرة بلا قيادة وسعت للانطلاق من الأطراف وليس من المركز”، كاشفاً عن أن “المخطط الأميركي كان يرمي إلى أن تستمر الاحتجاجات لأربعين يوماً لاستنزاف القوى الأمنية والشرطية، وشلّ الأوضاع في البلد كمرحلة أولى على أن يتم في 10 شباط القادم الانتقال للمرحلة الثانية وهي مرحلة مسلحة”.

واعتبر أن “التحوّل السريع نحو العنف أحد أسباب فشل المخطط الأميركي ضد إيران”، مضيفاً: إن “من أشكال التحوّل السريع نحو العنف حرق العلم الإيراني وتخريب السيارات ومهاجمة المخافر والمراكز القضائية وهذا كله أيقظ الشعب الإيراني بأن أميركا تقف وراء الاحتجاجات”، وتابع: إن “13% من المحركين الرئيسيين لأعمال العنف كانوا ينتقلون من مكان إلى آخر، مشيراً إلى أن “قتل الأبرياء والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي خاصة “التلغرام” و”تويتر” من النقاط التي اتكأ عليها مثيرو الشغب لذا عندما تمّت السيطرة على هذه الوسائل انحسرت الفوضى”، ونوّه إلى أن “بعض المجموعات المعادية للثورة تمكنّت من ركوب موجة الاحتجاجات المطلبية، لكنهم في النهاية هزموا بشكل كبير”.

وإذ قال المدعي العام في طهران: إن “مشكلات المواطنين الإيرانيين جدّية ويجب بذل الجهود من قبل السلطات الثلاث لحل هذه المشكلات”، لفت إلى ضرورة “التسريع بإطلاق سراح المخدوعين”، ممن اعتقلوا، والتركيز على استكمال التحقيقات مع “المحركين الأساسيين للعنف والشغب ومحاكمتهم”، منوهاً أنه “تم إطلاق سراح 70 شخصاً خلال الـ 48 ساعة الماضية”، وحذّر من أنه “تم تفعيل مقر زمرة المنافقين في ألبانيا، على أن تقوم الزمرة بتنظيم نشاطات على الفضاء الإلكتروني يهدف إلى العصيان المدني في إيران”، لافتاً إلى أن “مدناً كبيرة مثل تبريز وتركمن صحرا وبلوجستان، التي تعتبر من مراكز القوميات الإيرانية الكبيرة، لم تشهد أي اضطرابات تذكر، ويعود السبب في ذلك إلى أن هذه القوميات غير مستعدة لدفع ثمن المغامرات الأميركية”.

وكانت عناصر تخريبية في محافظة مازندران شمال إيران قامت بإحراق ثلاثة مراقد دينية، وأشار المدير العام للأوقاف بمحافظة مازندران حجة الإسلام ابراهيم حيدري إلى أن “مجموعة من المشبوهين قامت بمهاجمة الأماكن المقدسة وأحرقوها كما أحرقوا المصاحف والمخطوطات الموجودة بداخلها”.

يأتي ذلك فيما اعتبر المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، خلال مؤتمره الصحافي، أن مواقف الإدارة الأميركية خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي تعتبر هزيمة أخرى ضمن سلسلة الهزائم السابقة للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي ترامب، وقال: إن المجتمع الدولي وأعضاء مجلس الأمن أثبتوا في جلسة مجلس الأمن الأخيرة رفضهم التبعية لإدارة الرئيس ترامب، مشيراً إلى أن إيران لا يمكن أن تعلِّق في كل الأحوال الآمال على سلوك ترامب وتصرفاته.

وحول ما تردد في طهران من دور لإقليم شمال العراق في الأحداث الإيرانية الأخيرة، أكد المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية أن إيران تستبعد أن تكون سلطات الإقليم قد أقدمت على أي إجراء ضد الأمن القومي الإيراني في الأحداث الأخيرة، وشدّد بالقول: “نحن نولي أهمية خاصة للتكذيب الذي أصدره رئيس وزراء الإقليم نيجرفان بارزاني بشأن ضلوع الإقليم في أحداث إيران الداخلية ومن جهتنا ليس لدينا أي أدلة على ضلوع الإقليم بذلك”، وأضاف: إن أي قرار أميركي غير منطقي حول الاتفاق النووي سيؤدي إلى ندم واشنطن، لافتاً إلى أن خروج أميركا المحتمل من الاتفاق النووي سيواجه برد إيراني حازم.

وفي السياق نفسه قال عباس عراقتشي، معاون وزير الخارجية الإيراني في كلمة له خلال مؤتمر طهران الأمني الثاني، إن خروج أميركا من الاتفاق النووي محتمل وعلى العالم أن يكون مستعداً لهذه المرحلة، وشدد قائلاً: “لن تكون منطقتنا أكثر أمناً بدون الاتفاق النووي”، وأشار إلى أن الرئيس الأميركي يسعى منذ أكثر من سنة للقضاء على الاتفاق النووي، وأن البعض يتوّقع بألا يقوم ترامب بتمديد تعليق العقوبات على إيران خلال الأيام المقبلة، وأكد أن أميركا تتحرّك باتجاه القضاء على الاتفاق النووي، و”نحن في إيران جاهزون لأي سيناريو”، مشدداً أنه “في حال إنهاء الاتفاق النووي فإن المجتمع الدولي والمنطقة سيتضررون لأنه سيتم القضاء على تجربة ناجحة على الصعيد الدولي”.

المصدر : البعث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

روابط الصفحات الاخرى

عن الموقع

دمشق الأمل هي نافذتك الجديدة لكل ما هو جديد
إقرأ المزيد

أخترنا لكم