
استضافت جامعة دمشق، أمس، ملتقى البعث الحواري، والذي جاء تحت عنوان “القدس أيقونة السماء”، حيث أكد المشاركون أن القدس مدينة عربية وستبقى عاصمة أبدية لدولة فلسطين، ولن تنجح كل المحاولات الرامية إلى طمس عروبتها ومكانتها في العالم العربي والإسلامي، وأن خيار المقاومة لا بديل عنه، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن نهج المقاومة لا بد أن يتعزّز باعتباره الأساس الذي يجب أن يتمّ العمل به من أجل حماية المنطقة واستعادة حقوق شعوبها.
وتحدّث في الملتقى، الذي أقامه فرع جامعة دمشق للحزب، الدكتور حسن حميد عضو اتحاد الكتاب العرب، والدكتور عيسى مخول أستاذ القانون الجزائي في كلية الحقوق بجامعة دمشق، وأدار الحوار الدكتور نور الدين خازم عضو قيادة فرع الجامعة.
وأكد د. حميد أنه رغم تمكن الصهاينة من اغتصاب الأرض الفلسطينية، لكنهم لم يتمكّنوا من النيل من الهوية العربية والتاريخ والوجود والثقافة العربية المغروسة في وعي كل فلسطيني، وهذا أكثر ما يخيف “إسرائيل”، مضيفاً: “لن تستطيع “إسرائيل” والولايات المتحدة وكل القوى الاستعمارية في العالم أن تمحو من ذاكرتنا درب آلام السيد المسيح، أو حادثة الإسراء والمعراج لسيدنا محمد عليه السلام.. هذه الأرض مقدسة بالنسبة لنا فقط، ولن تتمكّن “إسرائيل” من زرع اليأس في نفوسنا”، كما أدان الذهنية العربية التي يغلب عليها اللامبالاة، قائلاً: “منذ 1967 حتى اليوم لم ينتفض الجسد العربي لإسعاف فلذته فلسطين، رغم كل المشاهد الفظيعة والجرائم الشنيعة بحق الشعب الفلسطيني ورغم الحصار والاستيطان الجائر.. لقد تأخرنا كثيراً، ورغم كل ذلك لا يزال أهلنا في الأراضي المحتلة صامدين ويؤكدون استمرارهم في الصبر والثبات”.
واختتم حديثه بتوجيه التحية لسورية وأرواح شهدائها، مؤكداً أن هؤلاء الشهداء سقطوا من أجل فلسطين وكل ما حدث خلال السبع سنوات الفائتة كان لإلهاء سورية عن نصرة شقيقتها فلسطين ومحاولة لحرف بوصلة النضال، لكن سورية كانت أقوى بصمود شعبها وجيشها وحكمة قيادتها.
من جهته، استهل د. مخول حديثه بقصيدة عن القدس، ووصفها بأقصر الدروب بين الأرض والسماء، وأكد أن المجتمع الدولي لم يحرّك ساكناً تجاه فلسطين، وجلّ ما فعله هو الشجب والإدانة والتعبير عن القلق وغيرها من المصطلحات التي لا تغيّر في الواقع شيئاً، وأضاف: “إن 59 قراراً صدر عن المجتمع الدولي بشأن القدس تراوحت بين شجب الاستيطان والقلق حول وضع المواقع التاريخية والدينية في فلسطين ووقف أعمال الحفر وغير ذلك، بينها 28 قراراً صادراً عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وآخرها قرار بعدم شرعية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، و34 قراراً صادراً عن مجلس الأمن، آخرها في عام 2016، وثلاثة قرارات صادرة عن اليونيسكو، وقرار وحيد صادر عن المجلس الأوروبي بخصوص شجب الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية”، وأشار إلى أن القرارات الدولية بحق “إسرائيل” لا تطبّق لأن الولايات المتحدة هي ذراع الكيان الصهيوني في مجلس الأمن، والحل الوحيد للخلاص من الاحتلال هو الاعتماد على أنفسنا، ولن يتم ذلك إلا بالثبات على نهج المقاومة، الذي تشكل سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد جوهره وعموده الصلب، مستطرداً: “إذا لم يستطع 59 قراراً صادراً عن المجتمع الدولي كسر شوكة إسرائيل فإن محور المقاومة كسرها عدة مرات وسيقضي على الوجود الصهيوني في المنطقة”، وشدد على أن المقاومة هي الخيار الأمثل لمواجهة الغطرسة الصهيونية والقوى الغربية الداعمة لها.
وبعدها فتح المجال لمداخلات الحضور، وقال الدكتور إبراهيم زعرور: “إن جميع الوثائق التاريخية تثبت أن القدس أرض عربية، وإن ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة”، مؤكداً أن كل المحاولات لضرب سورية هدفها إنهاء القضية الفلسطينية وتضييع الحق الفلسطيني المقدّس.
كما أشار الدكتور محمد حسون، عميد كلية العلوم السياسية، إلى أن المنظمات الدولية أنشأها الاستعمار خدمة لمصالحه، وأن “إسرائيل” قامت على خرافة أن فلسطين أرض بلا شعب بشعب بلا أرض، لكن هذه الأسطورة باطلة حتماً، منوّهاً بأن الرهان اليوم على مقاومة الشعب العربي الفلسطيني وأن الخشية مما سيأتي فيما بعد، لذا يجب تطوير الانتفاضة واحتضانها.
وأكد الرفيق إدمون ضومط أنه رغم التطور التكنولوجي والتمويل الذي تمد الولايات المتحدة ربيبها الصهيوني، فإننا متيقظون لمخططاتهم ومؤامراتهم القذرة، لكن ما ينقصنا هو الإرادة والوحدة.
وشدد الدكتور محمود محمد أن كل حبة تراب من القدس أيقونة، وأن الخيار الوحيد أمامنا هو المقاومة، والمدرسة الوحيدة لاستعادة الحقوق هي مدرسة المقاومة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصر الله.
حضر الملتقى عمداء الكليات والمعاهد، وفعاليات ثقافية وحشد من الطلاب.
المصدر : البعث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق